[سورة المائدة]
  سبحانه عنه وسمى ذلك استقساماً لأنهم طلبوا به علم ما قسم لهم، وقيل: إنه يشتق من قسم اليمين لأنهم التزموا بالقداح ما لم يلتزموا به اليمين.
  {ذَلِكُمْ فِسْقٌ} أي خروج عن أمر الله وطاعته وهو فعل ما تقدم ذكره {الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ} أي يرتدوا عنه ويرجعوا فيه ويقدروا على إبطاله ويقدحوا في صحته، وهذا كان يوم عرفة حين حج النبي ÷ حجة الوداع بعد دخول العرب في الإسلام حتى لم يرَ النبي ÷ مشركاً {فَلَا تَخْشَوْهُمْ} أي لا تخشوهم أن يظهروا عليكم {وَاخْشَوْنِ} أن تخالفوا أمري {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} وهذه نزلت يوم عرفة في حجة الوداع، ولم يعش رسول الله ÷ بعد ذلك إلا إحدى وثمانين ليلة، وإكمال الدين يعني إكمال الفرائض والحدود والحلال والحرام، ولم ينزل بعدها شيء من تحليل ولا تحريم، ويحتمل أن يكون المراد اليوم أكملت لكم حجكم أن تحجوا البيت الحرام ولا يحج معكم مشرك.
  {وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} بإكمال دينكم {وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} يعني رضيت لكم الإسلام لأمري طاعة وهذه الآية من قوله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} نزلت يوم عرفة وكان يوم الجمعة.
  {فَمَنِ اضْطُرَّ} أي أصابه ضر من الجوع {فِي مَخْمَصَةٍ} أي مجاعة وهي مفعلة مثل مجهلة وممحلة ومجبنة وهو من مخص البطن وهو إضماره من الجوع قال الأعشى:
  تبيتون في المشتا ملأى بطونكم ... وجاراتكم عن بايتين خمائصا
  {غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ} غير متعمد لإثم أي مائل إلى إثم وأصله من