البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

[سورة المائدة]

صفحة 207 - الجزء 1

  امرأة عندها كلب ينبح عليها فتركته رحمة لها ثم جئت إلى رسول الله ÷ وأخبرته فأمرني أن أقتله فتركته فجاء أهل المدينة فقالوا يا رسول الله ما يحل لنا من هذه الأمة وما يحرم التي أمرت بقتله؟ قال: فسكت رسول الله ÷ فأنزل الله عليه: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ} ... الآية.

  وقيل في القول الثاني إن زيد الخير لما وفد على النبي ÷ قال فيه من الخير ما قال فيه ما قال فسماه زيد الخير فسأله زيد فقال: يا رسول الله فينا رجلان يقال لأحدهما ذريح والآخر يكنا أبا دجانة لهما أكلب خمسة تصيد الظبى فما قوي في صيدها وقيل إن أسماء الكلاب الخمسة: الذريح، وأبي دجانة المختلس وغلاب والقبيص وسهلب والمتعاطس قال فأنزل الله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ}.

  قوله تعالى: {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ} يعني الحلال {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ} يعني أنه لا يباشر أيديهم وهو رطب دون الرطوبات والذبائح فإنها لا يحل لأحد أكلها {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ} أي المهاجرات من دار الكفر إلى دار الإسلام التي لهن أزواج كفار يحل للمسلمين التزوج بهن {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} يعني من اليهوديات والنصرانيات إذا أسلمن لأنهن لا يسمين محصنات إلا بعد الإسلام لاستحالة معنى الإحصان في الكفر {إِذَا ءَاتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ} يعني أعفاء غير زناة {وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ} أي ذات الخليل الواحد تقيم معه على السفاح.

  قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا