[سورة المائدة]
  وُجُوهَكُمْ} أي إذا أردتم القيام إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم، ومعنى الآية هو ما روينا عن أمير المؤمنين علي # أنه قال أراد واجب على كل مؤمن أراد القيام إلى الصلاة أن يتوضأ ولا يجوز أن يجمع بوضوء واحد فرضين وكذلك روينا عن النبي ÷ أنه كان يتوضأ لكل صلاة.
  قوله تعالى: {.. يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ} أي بالعدل في سائر حقوق الناس والشهادة لأمر الله أنه حق، وهذه الآية نزلت في رسول الله ÷ ويدخل في هذا الخطاب من قام مقامه من عترته.
  وفي سبب نزولها قولان أحدهما: أن النبي ÷ خرج إلى يهود بني النظير يستعين بهم في دية فهموا أن يقتلوه فنزل ذلك فيه ثم أنزل الله ø ذكرهم نعمته عليهم بخلاص نيتهم بقوله: {.. اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ} والقول الثاني أن قريشاً بعثت رجلاً ليقتل رسول الله ÷ فأطلع الله نبيئه على ذلك فنزلت هاتان الآيتان.
  قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ} يعني بإخلاص العبادة لله ولزوم طاعته {وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا} أخذ من كل سبط منهم نقيب والنقيب الشهيد على قومه وهو الأمين والضمين أيضاً، وإنما سمي نقيباً لأنه ينقب عن أحوالهم، وهؤلاء النقباء كانوا مبعوثين إلى الجبارين ليقفوا على ما عندهم وينظروا في أحوالهم ويرجعوا بهم إلى موسى فرجعوا ينهون عن قتالهم لما رأوا من شدة الجبارين وعظم بأسهم، وفيه وجه ثالث: وهو أنهم بعثوا صنماً لقومهم أخذ به ميثاقهم منهم.
  {وَعَزَّرْتُمُوهُمْ} أي نصرتموهم وعظمتموهم وأصله المنع يقال عزرته