[سورة المائدة]
  عزراً أي راددته رداً عن الظلم ومنه التعزير لأنه يمنع من معاودة القبيح.
  قوله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ} وتقديره فبنقضهم ميثاقهم لعناهم و (ما) صلة زائدة {وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً} من القسوة والصلابة وقرئ قسية والقسية أبلغ من قاسية {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} يعني بالتغيير والتبديل وسوء التأويل {وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ} يعني نصيبهم من الميثاق والمأخوذ عليهم {وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ} يعني خيانة، ويحتمل فرقة خائنة {إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ} فالعفو منسوخ بقوله: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ}[الأنفال: ٥٨].
  قوله تعالى: {.. يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ} أي من رجم الزناة {وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} أي مما سواه {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ١٥} نبوة محمد ÷ ورجم الزناة والنور النبي ÷ والقرآن.
  قوله تعالى: {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ} أي طرق السلامة من المخافة ويجوز أن يكون السلام هو الله ø أي سبيل الله تعالى أي دينه.
  قوله تعالى: {.. وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} وذلك قول جماعة من اليهود حذرهم رسول الله ÷ عقاب الله ø فقالوا له: تخوفنا ونحن أبناء الله وأحباؤه وأرادوا بأبناء الله أنهم قرباء إلى الله كقرب الولد من الوالد.
  وأما قول النصارى فتأويلهم ما في الإنجيل من قوله: اذهب إلى أبي وأبيكم فلذلك قالوا نحن أبناء الله فرد الله سبحانه عليهم بقوله: {قُلْ فَلِمَ