[سورة المائدة]
  يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ} لأن الأب لإشفاقه على ابنه لا يعذبه فكذلك المحب لا يعاقب حبيبه.
  قوله تعالى: {... وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا} وهم الذين جاءوا بعد موسى وجعلكم ملوكاً تملكون أنفسكم وأهليكم عن ملكة القبط.
  ويحتمل وجهاً آخر وجعلكم ملوكاً بما أعطاكم من المن والسلوى والحجر الذي كانوا منه يشربون وفي ذلك نعمة ظاهرة وملك بين {وَءَاتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ ٢٠} من النعم التي ذكرناها والغمام الذي ظللوا به وغير ذلك مما كان فيهم من الآيات.
  قوله تعالى: {يَاقَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} وهي أرض بيت المقدس والمقدسة المطهرة، والتي كتب الله لهم بأن قال إنها محرمة عليهم لأنها كانت هبة من الله تعالى ثم حرمها عليهم بعلة معصيتهم {وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ} أي لا ترجعوا عن طاعة الله ø إلى معصيته ولا عن الأرض التي أمرتم بدخولها.
  قوله تعالى: {قَالُوا يَامُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ} والجبار هو كل من تجبر من الناس على ما يكرهون منه جبر العظم أي إكراهه على الصلاح ويقال نخلة جبارة لأنها كانت طولاً لأنها ممتنعة كامتناع الجبارين من الناس.
  قوله تعالى: {قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ} أي يخافون الله ويجوز أن يكون ويخافون الجبارين ولم يمنعهم خوفهم من قول الحق {أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا} بالتوفيق لطاعته والدخول في الإسلام والرجلان كانا من مدينة الجبارين {ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ} وذلك لعلمهما بأن الله كتبها لهم وأن الله ينصرهم على أعدائهم فلم يمنعهم