[سورة المائدة]
صفحة 234
- الجزء 1
  {وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ}[الأعراف: ٤٤]، وهذا السؤال خرج مخرج الاستفهام فإنما هو بمعنى التوبيخ والتقريع كقوله: ولمن ادعى ذلك عليه ليكون إنكاره بعد السؤال أبلغ في التكذيب وأشد في التوبيخ والتعنيف ويجوز أن يكون عرف بهذا السؤال أن قومه غيروا بعده وادعوا عليه ما لم يقل.
  فإن قيل: فالنصارى لم تتخذ مريم إلهاً لزمهم أن يقولوا إنها لأجل المعصية بمثابة من ولدته فصاروا حين لزمهم ذلك كالقائلين به وهذا إنما يكون يوم القيامة لقوله ø من بعد: {قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ} وإنما نفعهم الصدق لوقوع الجزاء فيه وإن كان في كل الأيام نافعاً.