البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

[سورة الأنعام]

صفحة 236 - الجزء 1

  يُنْظَرُونَ ٨} أي لا يمهلون ولا يؤخرون عن عذاب الاستئصال.

  {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا} أي لجعلناه في صورة رجل لأنهم لا يستطيعون أن يروا الملائكة على صورهم وإذا كان في صورة الرجل لم يعلموا أملك هو أم غير ملك {وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ ٩} أي ولخلطنا عليهم ما يخلطون ولشبهنا عليهم مثل ما يشبهون على أنفسهم.

  قوله تعالى: {... وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} يعني أنه مالك لما يسكن في الليل والنهار من الحيوان لأن في الحيوان ما يسكن ليلاً وفي الحيوان ما يسكن نهاراً وقيل سكن ولم يقل تحرك لأن نعمة السكون أكثر من نعمة الحركة.

  قوله تعالى: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا} يعني إلهاً يتولاني {فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} يعني خالق السماوات والأرض ومبتديهما ويقال: فطرت البئر أي ابتدأت حفرها والفطر الشق وقوله: {هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ ٣}⁣[الملك]، أي من شقوق.

  {وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ} أي يرزق ولا يرزق وقرئ لا يطعم أي لا يأكل {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ} من أمته {وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ١٤} هذا خطاب للنبي ÷ والمراد به أمته.

  قوله تعالى: {... وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} وفوق صلة زائدة وتقدير الكلام هوالقاهر لعباده وأنه بقهره لهم مستعل عليهم.

  قوله تعالى: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً} وسبب ذلك أن المشركين قالوا لرسول الله ÷ من يشهد لك بالنبوة فأنزل الله تعالى هذه الآية يأمره فيها أن يقول: {أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً} ثم أجابه على ذلك: {قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} أي بصدقي ونبوتي.