[سورة الأنعام]
  واحدها كنان يقال: كننت الشيء إذا غطيته وأكننته في نفسي إذا أخفيته.
  {وَفِي ءَاذَانِهِمْ وَقْرًا} والوقر الثقل ومنه الوقار {وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ ءَايَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا} يعني بالآية علامة الإعجاز لما قد استحكم في أنفسهم من حسده وبغضه ولذلك صرفهم عن سماع القرآن لأنهم قصدوا بسماعه الأذى والافتراء.
  {حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ٢٥} أي أحاديث الأولين التي كانوا يسطرونها في كتبهم.
  قوله تعالى: {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ} أي ينهون عن اتباع النبي ÷ ويتباعدون عنه فراراً منهم منه ويستثقلوا له العمل بما في القرآن، وروينا أن الآية نزلت في أبي طالب لأنه كان ينهى عن أذى رسول الله ÷ ويتباعد هو عما جاء به شعراً يدل على ذلك قوله:
  ودعوتني وزعمت أنك ناصح ... ولقد صدقت وكنت قبل أمينا
  وعرضت ديناً قد علمت بأنه ... من خير أديان البرية دينا
  لولا الملامة أو حذاري سبة ... لوجدتني سمحاً بذاك مبينا
  قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ} أي عاينوها ومن عاين شيئاً فقد وقف عليه وتحققوا سوء أعمالهم {فَقَالُوا يَالَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ٢٧} تمنوا الرد إلى الدنيا التي هي دار التكليف ليؤمنوا ويصدقوا والتمني لا يدخله صدق ولا كذب لأنه يخبر بسر {بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ} أي بدا لهم ما كانوا يخفونه {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ} من المعاصي والكفر {وَإِنَّهُمْ