البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

[سورة الأنعام]

صفحة 265 - الجزء 1

  مفصلاً وهاهنا مجملاً.

  قوله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ} وإنما كان هذا التحريم على الذين هادوا تكليف بلوى وعقوبة فأول المحرمات عليهم كل ذي ظفر وفيه قولان أحدهما: أنه ما ليس بمنفرج الأصابع كالأوز والنعام والبط، والثاني: كلما صاد بظفره من الطير.

  ثم قال: {وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا} ما على الكرش والكلى {إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا} وهو كل شحم لم يكن مختلطاً بعظم ولا على عظم وشحم الجنب ما على الظهر فإنه لم يحرم عليهم.

  ثم قال: {أَوِ الْحَوَايَا} وهو كل ما يحوى في البطن مما اجتمع واستدار {أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ} أي شحم الجنب.

  قوله تعالى: {... قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ} وهذا أمر من الله سبحانه لنبيه # أن يدعو الناس إليه ليتلو عليهم ما حرم الله ø عليهم مما أحله لهم ليقلعوا عما كانت الجاهلية عليه من تحريم المباح وإباحة الحرام، والتلاوة هي القراءة والفرق بين التلاوة والمتلو والقراءة والمقروء للمباينة.

  ثم إن الله سبحانه أخذ في بيان ما حرم فقال: {أَلَّا تُشْرِكُوا} بطاعته طاعة غيره من شيطان أو مضل أو مغو ثم قال: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} والإحسان تأدية حقوقهما ومجانبة عقوقهما، والمحافظة على برهما {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ} وذلك أنهم في الجاهلية كانوا يقتلون أولادهم خشية الإملاق والإملاق الإفلاس ومنه