[سورة الأنعام]
  مال البالغ من تأدية الحق مثل ما أمر به في مال اليتيم ثم قال: {لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} يعني لما كان التعديل في الوزن والكيل مستحقاً وكان تحديد أقل القليل متعذراً كان ذلك عفواً لأنه لا يدخل في الوسع فلم يكلفه.
  ثم قال: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} يعني إذا حكمتم فأنصفوا وإذا شهدتم فاصدقوا وإذا توسطتم فلا تميلوا {وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا} وعهد الله كلما أوجبه الإنسان على نفسه من نذر أو غيره.
  قوله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ} يعني الشرع وسماه صراطاً والصراط الطريق الذي يؤدي إلى الجنة {وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ} يعني البدع والشبهات {فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} يعني عن طريق دينه فنهى عن التفرق وأمر بالاجتماع.
  قوله تعالى: {ثُمَّ ءَاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ} أي تماماً على إحسان الله تعالى إلى أنبيائه.
  قوله تعالى: {... هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ} معناه هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة رسلاً يعني الكفار الذين يتوقفون عن الإيمان مع ظهور الدلائل، ويحتمل أن يكون المعنى هل ينظرون في حجج الله ودلائله إلا أن تأتيهم الملائكة أي تأتيهم لقبض أرواحهم {أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ} أي أمر ربك بالعذاب {أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ ءَايَاتِ رَبِّكَ} مما يكون في الآخرة من طلوع الشمس من مغربها {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءَايَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ءَامَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} أما إيمانه قبل ظهور هذه الآيات فمعتد به وأما بعدها فلا ينفع، وتقدير الكلام لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً