[سورة الأنعام]
  من قبل والخير تأدية الفروض على أكمل أحوالها.
  قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا} وهذه الآية عامة في كل من له هذه الصفة من تفريق الدين الذي أمرهم الله تعالى به لاختلافهم فيه واتباع الشهوات وكانوا شيعاً أي فرقاً يتمالون على أمر واحد مع اختلافهم في غيره وأصله الظهور يقال: شاع الخبر إذا ظهر، وقيل هو من الاتباع من قولهم: شايعه على كذا إذا تبعه؛ ثم قال: {لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} أي في مخالطتهم ومقاربتهم لست على شيء فنهى الله ø عن ذلك وأمر بمباعدتهم.
  قوله تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} والآية على عموم الحسنات والسيئات في كل حال فجعل جزاء الحسنة عشرة أمثالها تفضلاً وجزاء السيئة مثلها عدلاً وأما مضاعفة ذلك بسبعمائة ضعف فلقوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ}[البقرة: ٢٦١]، وقرئ: فله عشرٌ أمثالها بالتنوين.
  قوله تعالى: {... وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} لا يتحمل أحد ذنب غيره فيألم به ويعاقب عليه، وفي أصل الوزر وجهان أحدهما: الثقل من قولهم: وضعنا عنك وزرك، وسمي الوزير لتحمله الثقل في التدبير والأمر والنهي، والثاني: أن أصله الملجأ الذي يلجأ إليه من قولهم: كلا لا وزر.
  قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ١٦٢} وهذا أمر من الله تعالى لنبيه # أن يذكر الناس حال عبادته ومن له الأمر في حياته ومماته فقال: إن صلاتي وهي الصلاة المشروعة ذات الركوع والسجود المشتملة على التذلل والخضوع هي لله ø دون غيره من وثن أو بشر.