[سورة الأنعام]
  ثم قال: ونسكي أي عبادتي، وفلان ناسك أي عابد، ومحياي ومماتي: أي حياتي وموتي بيد الله ø لا يملك غيره له حياة ولا موتاً فلذلك كان له مصلياً وناسكاً.
  ثم قال: {لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} صفة لله تعالى دون غيره بأنه مالك العالمين فلذلك كان أحق بالطاعة والتعبد من غيره.
  ثم قال: {لَا شَرِيكَ لَهُ} أي لا شريك له في ملك العالمين ولا شريك له في العبادة {وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ} أي بما تقدم ذكره {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ١٦٣} يعني من هذه الأمة حثاً على اتباعه في المسارعة بالإسلام.
  قوله تعالى: {.. وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ} وهذه الآية خاصة للأئمة والحجج من آل محمد ÷ لأن كل عصر فيه حجة يخلف الحجة والقائم قبله كلما مضى إمام خلفه إمام ظاهر أو مستتر قال الشماخ:
  تصيبكم وتخطيني المنايا ... وأخلف في ربوع عن ربوع
  {وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ} يعني بما يخالف بينهم بالشرف والعلم والحكمة وجودة الرأي والتأييد والتسديد وهذا وإن كان ابتداؤه تفضلاً من غير جزاء ومكافاة فحكمه لما فيه من الترغيب في الإعلام والترهيب من الإدنى لتدوم له الرغبة والرهبة وقد نبه على ذلك بقوله: {لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا ءَاتَاكُمْ} يعني بما ذكرنا من خصال الخير والشرف.
  فإن قيل: فكيف جعله سريعاً وهو في الآخرة؟ ففيه جوابان أحدهما: أن كل آت قريب كما قال: {وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ