البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الأعراف

صفحة 276 - الجزء 1

  خرجا من الجنة {يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا} أي ما كان فيه من الرغد والنعيم.

  قوله تعالى: {وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا ءَابَاءَنَا} والفاحشة في هذا المكان تحتمل أن تكون الشرك بالله في عبادة الأوثان، وتحتمل أن تكون الطواف على حالة العري.

  قوله تعالى: {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ} أي بالعدل {وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} أي توجهوا حيث كنتم إلى الكعبة في الصلاة واجعلوا سجودكم خالصاً لله تعالى دون ما سواه من الأصنام والأوثان {مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} أقروا له بالوحدانية وإخلاص الطاعة {كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ٢٩} بعد الفناء أحياء.

  قوله تعالى: {.. يَابَنِي ءَادَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} وذلك وارد في ستر العورة في الطواف وأخذ التزين واللباس في الجمع والأعياد.

  قوله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ} يعني ستر العورة رداً على من تركها من العرب في الطواف ثم قال: {وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} فيه وجهان أحدهما: ما كانوا يحرمونه في الإحرام من أكل السمن واللبن، والثاني: أنها البحيرة والسائبة التي حرموها على أنفسهم والطيبات من الرزق أي الحلال {قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} لهم طيبات الرزق {خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ} لأن في دار الدنيا قد يشتركوا فيها الكفار، وفي قوله: {خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ} أي لا يشاركهم الكفار فيها يوم القيامة.

  {... أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ} أي عذاب الله الذي أوعده لمن أشرك فلهم نصيب مما وعدوا في الكتاب من خير وأوعدوا من شر {حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} وتوفي الرسل هو في وفاة الموت.