البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الأعراف

صفحة 277 - الجزء 1

  قوله تعالى: {... إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ} ولا ترتفع أعينهم إلى السماء {وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} وسم الخياط هو ثقب الإبرة ويقرأ الجُمّل بضم الجيم وبتشديد الميم وهو الفلس الغليظ.

  {لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ} أي فراش من نار والمهاد الوطاء ومنه أخذ مهد الصبي {وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ} أي الظل من النار.

  قوله تعالى: {.. وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ} هو الحقد وفي نزعه وجهان أحدهما: أن الله ø نزع ذلك من صدورهم بلطفه، والثاني: بما هداهم إليه من الإيمان هو الذي نزع الغل من صدورهم {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا} أخبر هنا بنزع الغل من الصدور والثبوت على الإيمان.

  قوله تعالى: {... وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ} أما الأعراف فسور بين الجنة والنار وهو جمع وواحده عرف وهو ما ارتفع من غيره ومنه عرف الديك وعرف الفرس قال الراجز:

  كل كثير لحمه ينافي ... كالعلم الموفى على الأعراف

  والذين هم على الأعراف وهم الأئمة $ كل منهم يعرف أهل عصره، وسيماهم: علامتهم التي يتميزون بها وعلامتهم في وجوههم وعيونهم أن علامة أهل الجنة بياض الوجوه وحسن العيون، وفي قوله: ونادى وجهان أحدهما: ينادي ...

  قوله ø: {... هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ} أي عاقبته من الجزاء والبعث والنشور والحساب {يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ