البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الأعراف

صفحة 279 - الجزء 1

  فأراد بالبعيد مكانها وبالقريب هي وأثبت الهاء.

  قوله تعالى: {.. وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ} يعني طيب التربة {يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ} يعني يخرج نباته جيداً {وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا} والنكد القليل الذي لا ينتفع به، ويجوز أن يكون بمعنى العسر بشره المانع من خيره قال الشاعر:

  وأعط ما أعطيته طيباً ... لا خير في المنكود والناكد

  وهذا مثل ضربه الله للمؤمن والكافر فجعل المؤمن كالأرض الطيبة والكافر كالأرض الخبيثة السبخة.

  قوله تعالى: {... وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً} أي القوة والبطش {فَاذْكُرُوا ءَالَاءَ اللَّهِ} معناه نعم الله قال الشاعر:

  أبيض لا يرهب الهزل ولا ... يقطع رحماً ولا يخون آلا

  قوله تعالى: {.. قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ} والرجز والرجس واحد يعني بمعنى واحد إلا أن الزاي يكتب سيناً كما قلبت السين في قول الشاعر:

  ألا لحا الله بني السعلاة ... عمرو بن يربوع لئام النات

  ليسوا بأعفاف ولا أكياز

  أي أكياس.