سورة الأعراف
  قوله تعالى: {... هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ ءَايَةً} فيها آيتان أحدهما أنها خرجت من صخرة صماء ملساء تمخضت بها كما تمخض المرأة ثم انفلقت عنها على الصفة التي طلبوها، والثاني: كان لها شرب يوم تشرب فيه ماء الوادي كله وتسقيهم اللبن بدله ولهم شرب يوم يخصهم فيه.
  قوله تعالى: {... فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ} أي حركة الأرض من تحتهم وزلزلتها التي أهلكوا بها {فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ٧٨} والجاثم البارك على ركبتيه كأنهم أصبحوا موتى على هذه الحالة وقيل إنهم أصبحوا كالرماد الجاثم لأن الصاعقة أحرقتهم.
  قوله تعالى: {... وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ} الصراط الطريق وكانوا يقعدون على الطريق إلى شعيب يؤذون من قصده للإيمان به ويخوفونه بالقتل {وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ ءَامَنَ بِهِ} أي تصدون المؤمنين عن طاعة الله ø وعبادته {وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا} يعني أنهم يبغون السبل عوجاً عن الحق والفرق بين العوج بكسر العين وفتحها أي أن العوج بكسر العين ما كان في الدين وما لا ترى والعوج بفتح العين ما كان [في] العود وما يرى.
  {وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ} أي كثر عددكم بعد القلة وأغناكم بعد الفقر وقواكم بعد الضعف.
  قوله تعالى: {... قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ} فإن قيل: العود في الشيء الرجوع إليه بعد الخروج منه فهل كان شعيب على ملة قومه من الكفر حتى يقول إن عدنا في ملتكم؟
  فالجواب: أنه يطلق اسم العود على المبتدي بالفعل وإن لم يسبق منه فعل مثله من قولهم قد عاد إلى مكروه وإن لم يسبقه بمثله قال الشاعر:
  لئن كانت الأيام أحسن منزلا ... إلي لقد عادت لهن ذنوب