سورة الأعراف
  المنكر وإنما سمي المنكر منكراً لأنه منكر الصحة في العقول.
  ثم قال: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ} يعني ما كانت الجاهلية تحرمه من البحيرة والسائبة والوصيلة والحام {وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} يعني ما كانوا يستحلونه من أكل لحم الخنزير والدماء {وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ} والإصر هو التشديد الذي كان على بني إسرائيل في دينهم وتحريم العروق وغير ذلك من الأمور الشاقة {وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ} وأراد بالأغلال المواثيق التي كانت آخذت عليهم فيما حرمه عليهم {فَالَّذِينَ ءَامَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ} أي عظموه ومنعوه من أعدائه ومنه تعزير الجاني لأنه يمنعهم من العود إلى مثله {وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ} يعني القرآن آمنوا به بعده.
  وروينا عن رسول الله ÷ أنه قال لأصحابه: «أي الخلق أعجب إيماناً إليكم؟» قالوا: الملائكة فقال النبي ÷: «الملائكة عند ربهم فما لهم لا يؤمنون» فقالوا: نحن يا نبي الله فقال: «أنا فيكم فما لكم لا تؤمنون» فقالوا: يا نبي الله فمن؟ قال: «هم قوم يكونون بعدكم يجدون كتاباً في ورق فيؤمنون به» فهو معنى قوله: {وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ}.
  قوله ø: {... وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ} قيل: إن هؤلاء قوم على ملة موسى من وراء الصين لم يبلغوا دعوة النبي ÷، والثاني: أنه في كل من أسلم من اليهود وآمن برسول الله ÷ مثل ابن سلام وغيره.
  قوله تعالى: {... وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ} وفي اشتقاق القرية من قولهم قرى الماء في الحوض إذا جمعه، وإنما سميت قرية لأن الناس يجتمعون إليها كما يجتمع الماء في الحوض، والقرية: هي بيت المقدس.