سورة الأعراف
  فإن قيل: فكيف يسمى المأوى مسكناً والإنسان في أكثر أحواله متحرك في مسكنه؟ قيل: لأنه يترك فيه التصرف فصار في أكثر أحواله ساكناً وإن كان في بعضها متحركاً.
  قوله ø: {... وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ} قيل إن هذه القرية هي إيلة وسؤالهم عن هذه القرية سؤال توبيخ على ما كان منهم فيها من سالف الخطيئة وقبيح المعصية {إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ} هو تعديهم فيه بفعل ما نهوا عنه {إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا} أي تشرع إليهم من كل مكان حتى تنتهي إلى أبوابهم فعدوا فأخذوها في السبت.
  قوله تعالى: {... وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ} وهو تفعّل من الإذن ومعناه أعلم قال الأعشى:
  أذن القوم بجيرتي مخلوف ... صرموا حبل إلف مألوف
  {لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ} هو الذلة وأخذ الجزية.
  قوله تعالى: {وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا} أي فرقناهم فيها فرقاً، وفي تفريقهم وجهان أحدهما: أراد بالانتقام منهم، والثاني: بتمييز الصالح من المفسد كما قال: {مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ} ثم قال: {وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ} أي بالنعم والنقم والخصب والجدب.
  قوله تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ} والخلف بتحريك الللام مستعمل في الحمد وبتسكين اللام مستعمل في الذم {وَرِثُوا الْكِتَابَ}