سورة الأنفال
  فيعمهم العذاب.
  قوله تعالى: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ} يريد بذلك قلتهم حين كانوا بمكة واستضعاف قريش لهم ذكرهم الله نعمته عليهم وأنه ø صدق وعده لهم {تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ} والمراد بالناس المشركين من قريش وغيرها {فَآوَاكُمْ} أي جعل لكم مأوى تسكنون فيه آمنين ونقلكم بالهجرة من مكة إلى المدينة {وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ} أي قواكم بنصره على أعدائكم يوم بدر {وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ} أي من الغنائم، وهذه الآية نزلت في المهاجرين خاصة بعد بدر.
  قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ} كما صنع المنافقون في خيانتهما ولا تغلوهما فيما أخذتموه من الغنائم أن تحضروه إلى المغنم وأن تؤدوا الأمانة فيما ائتمن الله العباد عليه من الفرائض والأحكام وسائر الأمانات {وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ٢٧} أنها أمانة من غير شبهة ثم تعلمون ما في الخيانة من المأثم بخلاف من يجهل.
  وهذه الآية نزلت في أبي لبابة بن عبد المنذر وقد أرسله رسول الله ÷ إلى بني قريظة لينزلوا على حكم سعد فاستشاروه وكان قد أحرز أمواله وأولاده عندهم فأشار أن لا تفعلوا وأومى بيده إلى حلقه إنه الذبح فأنزل الله تعالى فيه هذه الآية إلى قوله: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ٢٨} أي ما عند الله من الأجر خير من الأموال والأولاد.
  قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا} أي هداية تفرقوا بها بين الحق والباطل وتهتدون بها إلى طريق النجاة.
  قوله تعالى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ} وذلك أن قريشاً تآمروا في دار الندوة على رسول الله ÷