البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة براءة مدنية

صفحة 340 - الجزء 1

  قوله تعالى: {أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ} أي يبتلون ويختبرون يعني بالجدب والجوع والغزو والجهاد في سبيل الله ويحتمل أن يكون الابتلاء فيما يظهره الله ø من هتك أستارهم وسوء نياتهم.

  قوله تعالى: {.. لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} وقرئ (من أنفَسكم) بفتح الفاء أي من أشرفكم نسباً وأكثركم طاعة لله ø وقرئ (من أنفُسكم) بضم الفاء وهو ما روينا عن محمد بن علي الباقر # أنه قال: من المؤمنين ولم يصبه من شرك.

  وروينا عن جعفر بن محمد الصادق أنه قال: من نكاح لم يصبه بشيء من ولادة الجاهلية، ولما روينا عن النبي ÷ أنه قال: «خرجت من نكاح لا من سفاح» ويجوز من أنفسكم أي لم يبق بطن من بطون العرب إلا وقد ولده. {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} أي شديد عليه أي ما شق عليكم وصعب ما ضللتم {حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ} أن تؤمنوا {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ١٢٨} لما يدعوهم إليه من الهداية ويؤثر لهم من الصلاح {فَإِنْ تَوَلَّوْا} عنك وعن طاعة الله ø {فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ١٢٩} حسبي الله معيناً عليكم والعرش الملك.