البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة يونس #

صفحة 342 - الجزء 1

  يحييه.

  قوله تعالى: {... إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا} أي لا يخافون عقابنا ومنه قول الشاعر:

  إذا لسعته النحل لم يرج لسعها ... وخالفنا في بيت نوب عواسل

  ويجوز أن يكون: لا تطمعون في ثوابنا ومنه قول الشاعر:

  أيرجوا بنو مروان سمعي وطاعتي ... وقومي تميم والقلاة وراءنا

  قوله تعالى: {... إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ} أي يجعل عملهم لهم هادياً إلى الجنة والثواب لهم جنات {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ} وأنهار الجنة تجري في غير أخدود ومعنى قوله: {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ} أي بين أيديهم كما قال: {أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي}⁣[الزخرف: ٥١]، أي من بين يدي.

  قوله تعالى: {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ} ومعنى ذلك أن أهل الجنة إذا اشتهوا شيئاً فأرادوه أن يدعو بالشيء قالوا: سبحانك اللهم فيأتيهم ذلك الشيء {وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌْ} والتحية الملك أي وملكهم سالم قال الشاعر:

  ولكل ما نال الفتى قد نلته ... إلا التحية ...

  {وَءَاخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ١٠} أي آخر دعائهم الحمد لله رب العالمين كما كان أول دعائهم سبحانك اللهم.

  قوله تعالى: {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} معناه أن الرجل إذا غضب على نفسه أو ولده أو ماله أن