سورة يونس #
  وروينا في الأثر أنه لما مضت السفينة بنوح أربعين ليلة فتح كوة السفينة ثم أرسل منها الغراب ينظر ما فعل الماء فلم يعد فأرسل الحمامة فرجعت ولم تجد لرجلها موضعاً ثم أرسلها بعد سبعة أيام فرجعت حين أمست وفي فيها زيتونة فعلم أن الماء قد قل عن الأرض ثم أرسلها بعد سبعة أيام فلم ترجع فعلم أن الأرض قد ظهرت وكان قد استوت على الجودي لتسع عشرة ليلة من الشهر السابع من الطوفان.
  قوله تعالى: {... قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا} أي لتصدنا وتصرفنا ومنه لفت عنقه أي لواها {وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ} أي الملك وعلو الشأن والمنزلة.
  قوله تعالى: {... فَمَا ءَامَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ} والذرية أراد به غلماناً من بني إسرائيل لأن فرعون كان يذبحهم فسارعوا إلى الإيمان بموسى {عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ} يعني عظمائهم وأشرافهم {أَنْ يَفْتِنَهُمْ} أي يعذبهم ويكرههم على استدامة ما هم عليه {وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ} أي متجبراً طاغ {وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ ٨٣} في بغيه وطغيانه.
  قوله تعالى: {رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ٨٥} أي لا تسلطهم علينا فيفتنونا.
  قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ} أي اتخذا لهم بيوتاً يسكنوها ومنه قول الراجز:
  نحن بنو عدنان ليس شك ... تبوأ المجد بنا والملك
  وفي قوله: {بِمِصْرَ بُيُوتًا} أراد بالبيوت المساجد لأنهم كانوا يخافون فرعون إن صلوا في كنائسهم ومساجدهم {وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً} أي