البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة هود

صفحة 368 - الجزء 1

  خالدين فيها ما دامت سماوات الدنيا وأرضها إلا ما شاء ربك من الزيادة عليها بعد فناء مدتها.

  قوله ø: {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ} وأرضها الدنيا إلا ما شاء ربك من الزيادة عليها والخلود فيها.

  قوله تعالى: {وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ ١٠٩} أي ما وعدوا به من خير أو ما وعدوا به من شر.

  قوله تعالى: {... وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} أي لا تميلوا إليهم ولا توادوهم ولا تدنوا إليهم.

  قوله ø: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} أما الطرف الأول فهو صلاة الفجر والطرف الثاني صلاة المغرب وزلفاً من الليل وهو جمع زلفة والزلفة المنزلةكأنه قال: ومنازلاً من الليل أي ساعات من الليل وقيل إنما سميت مزدلفة من ذلك لأنها منزل بعد عرفة وقيل سميت لازدلاف آدم من عرفة إلى حواء وهي بها ومنه قول العجاج:

  ناح طواه الأين مما وجفا ... يطوي الليالي زلفاً فزلفا

  وزلفاً من الليل أراد به العشاء الآخرة {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} والحسنات الأعمال الصالحة من الصلاة وغيرها من التسبيح روينا عن رسول الله ÷ أنه قال: «اتبع السيئة الحسنة تمحاها».

  قوله تعالى: {... وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ} أي وأتبعوا على ظلمهم مراسيلات بعضهم استدراجاً لهم والمترف المتنعم.

  قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً} أي على ملة