البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة يوسف #

صفحة 400 - الجزء 1

  قال: على الإسلام قال: الآن تمت النعمة {وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ١٠١} يعني بآبائه الأنبياء الصالحين وكان يوسف # أول نبي تمنى الموت.

  قوله تعالى: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ} أي نعلمك بوحي منا إليك {وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ} أي مع إخوة يوسف {إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ} في إلقاء يوسف في الجب {وَهُمْ يَمْكُرُونَ ١٠٢} يعني بيوسف حين ألقوه في غيابة الجب وثانيهم حين جاءوا على قميصه بدم كذب.

  {.. وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ١٠٦} وهو في المنافق يؤمن في الظاهر رياء للناس وهو في الباطن كافر بالله ø.

  قوله تعالى: {.. قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} يعني على هدى وحق.

  قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى} يعني من أهل الأمصار دون البوادي لأنهم أعلم وأحكم، وقد روينا في الأثر أن الله سبحانه لم يرسل رسولاً نبياً من أهل البادية ولا من النساء ولا من الجن.

  قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ} يعني استيأسوا من قومهم أن يصدقوهم {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} يعني أن قومهم ظنوا أن الرسل قد كذبوا، ويحتمل أن يكون المعنى وتيقن الرسل أن قومهم كذبوهم {جَاءَهُمْ نَصْرُنَا} أي جاء الرسل نصر الله بعذاب القوم {فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ} يعني من الأنبياء ومن آمن معهم {وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ١١٠}.

  قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} يعني قصص يوسف وإخوته عبرة واعتبار لذوي العقول بأن من نقل يوسف