سورة الرعد مدنية
  أحدها: أن الصنوان المجتمع وغير الصنوان المفترق. والثاني: أن الصنوان النخلات يكون أصلها واحد وغير الصنوان أن تكون أصولها شتى، والثالث: الصنوان الأشكال وغير الصنوان المختلف. والرابع: أن الصنوان الفسيل يقطع من أماته فهو معروف وغير الصنوان ما ينبت من النوى فهو غير معروف.
  {وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ} فبعضه حلو وبعضه حامض، وبعضه أصفر وبعضه أحمر، وبعضه قليل وبعضه كثير {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ٤} يعني إن في اختلاف ذلك اعتباراً يدل ذوي العقول على عظيم القدرة وبديع الحكمة، ويحتمل أن يكون ذلك مثل ضربه الله تعالى لبني آدم أن أصلهم واحد وهم مختلفون في الخير والشر والإيمان والكفر كاختلاف الثمار التي تسقى بماء واحد.
  قوله تعالى: {وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ} معناه فلا تعجب يا محمد من تكذيبهم لك فاعجب منه تكذيبهم بالبعث والله سبحانه لا يتعجب ولا يجوز عليه التعجب لأنه تغير نفس بما تخفى أسبابه وإنما ذكر ذلك ليتعجب منه نبيه والمؤمنون.
  قوله تعالى: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ} أي بالعقوبة قبل العافية وبالشر قبل الخير {وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ} يعني العقوبات التي مثل الله بها الأمم الماضية وهي جمع مثلة {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ} يعني يغفر لهم ظلمهم السالف لتوبتهم في الآنف {وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ ٦} وروينا عن رسول الله ÷ أنه قال لما نزلت هذه الآية: «ولولا عفو الله وتجاوزه ما هني أحد يعيش ولولا وعيده وعقابه لاتكل كل أحد».