سورة الرعد مدنية
  قوله تعالى: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ} يعني النبي ÷ {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ٧} وهداة من ولدك قد آثرناهم لمقامك وجعلناهم حفاظ شريعتك وسنتك من بعدك إلى يوم القيامة.
  قوله تعالى: {اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى} يعني أذكر هو أم أنثى صالح أم طالح {وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ} ومعنى ذلك ما تغيظ الأرحام بالسقط الناقص وما تزداد بالولد التام، ويحتمل أن يكون المعنى وما تغيظ الأرحام بالوضع لأقل من تسعة أشهر وما تزداد بالوضع لأكثر من تسعة أشهر ويجوز وما تغيظ الأرحام بانقطاع الحيض في الحمل وما تزداد بدم النفاس بعد الوضع.
  قوله تعالى: {.. سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ} من خير وشر {وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ ١٠} يعني أنه يعلم من استخفى عمله في ظلمة الليل ومن أظهره بضوء النهار، والثاني: يعلم ما أخفاه ظلمة الليل كما يرى ما أظهر ضوء النهار بخلاف المخلوقين الذين يخفى عليهم أحوال أهله قال الشاعر:
  وليل يقول الناس في ظلماته ... سواء صحيحات العيون وعورها
  والسارب هو المنصرف الذاهب مأخوذ من السروب في المرعى وهو بالعشي وهو مثل السروح بالغداة.
  قوله تعالى: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ} يعني الملائكة إذا صعدت ملائكة الليل أعقبتها ملائكة النهار وإذا صعدت ملائكة النهار أعقبتها ملائكة الليل، وقيل: المعقبات ما يتعاقب من أمر الله وتدبيره بخلقه {مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ} يعني من أمامه وورائه {يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} أي بأمر الله وقيل: هذه الآية نزلت في رسول الله ÷