سورة الرعد مدنية
  حين أزمع عامر بن الطفيل وأربد بن ربيعة أخو لبيد بن ربيعة على قتل رسول الله ÷ فمنعه الله ø منهما ونزلت فيهما الآية: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} من طاعة {وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ} يعني إذا أراد الله بهم عذاباً فلا مرد لعذابه {وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ ١١} يعني من ملجأ ويجوز أن يكون بمعنى ناصر ومنه قول الشاعر:
  ما في السماء سوى الرحمن من والي
  قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا} في غيثه المزيل للقحط {وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ ١٢} يعني ثقالاً بالماء {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ} والرعد الصوت المسموع.
  وروينا عن رسول الله ÷ أنه قال: «الرعد وعيد الله ø فإذا سمعتموه فأمسكوا عن الذنوب» والناس يسبحون له إذا سمعوه فنسبة التسبيح إلى الرعد مجاز {وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ} أي من خيفة الله ø {وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ} وروينا عن أمير المؤمنين # أنها نزلت في يهودي جاء إلى النبي ÷ فقال: أخبرني عن ربك من أي شيء هو من لؤلؤ أو ياقوت فجاءت صاعقة فأخذته، وقيل: إنها نزلت في أربد بن ربيعة وقد هم بقتل النبي ÷ مع عامر بن الطفيل ويبست يده على سيفه وعصمه الله منهما ثم انصرف فأرسل الله صاعقة فأحرقته وفي ذلك يقول أخوه لبيد بن ربيعة:
  أخشى على أربد الحتوف ولا ... أرهب نو السماك والأسد