سورة الرعد مدنية
  رهبة من السيف {وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ١٥} أي ظل المؤمن يسجد بسجوده وظل الكافر المنافق يسجد بسجوده، والآصال جمع أصيل والأصيل هو العشي ما بين العصر والمغرب قال أبو ذؤيب:
  لعمري لآت البيت أكرم أهله ... وأقعد في أفنائه بالأصائل
  قوله تعالى: {قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} ثم أمر نبيه أن يقول لهم هو الله إن لم يقولوا ذلك إفهاماً وتقريراً لأنه جعل ذلك إلزاماً قل: {أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا} أمره الله ø أن يقول لهم بعد اعترافهم بالله أفتخذتم من دون الله الخالق المنعم آلهة من أصنام وأوثان تعبدونها من دون الله لا يملكون لأنفسهم نفعاً يوصلونه إليها ولا ضراً يدفعونه عنها فكيف يملكون لكم ضراً أو نفعاً وهذا إلزام صحيح.
  ثم قال: {هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ} فالمؤمن في هدى كالبصير يمشي في النور والكافر في ضلالته كالأعمى يمشي في الظلمات وهما لا يستويان كذلك المؤمن والكافر لا يستويان وهذا من أصح مثل وأوضح تشبيه.
  ثم قال: {أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ} أي فتماثل ومعناه أنه لما لم تخلق آلهتهم التي عبدوها كعبادة الله خلقاً كخلق الله فيشتبه عليهم خلق آلهتهم بخلقه تعالى فلما اشتبه عليهم حتى عبدوها كعبادة الله تعالى {قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} فلزم لذلك أن يعبده كل شيء {وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ١٦}.
  قوله تعالى: {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا} يعني أن