البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة إبراهيم # مكية

صفحة 413 - الجزء 1

  والشكور الكثير الشكر والصبر نصف الإيمان والشكر نصفه.

  قوله تعالى: {وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ ٦} يعني نعمة من ربكم عظيمة، ويكون بمعنى الابتلاء والاختبار وشدة البلية.

  قوله تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ} بمعنى أعلمكم ربكم ومنه الأذان لأنه إعلام، شعراً:

  فلم أشعر بضوء الصبح حتى ... سمعنا في مساجدنا الأذينا

  {لَئِنْ شَكَرْتُمْ} إنعامي {لَأَزِيدَنَّكُمْ} من فضلي {وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ٧} وعد الله بالزيادة على الشكر وأوعد بالعذاب على الكفر.

  قوله تعالى: {وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ} يعني من قص ذكرهم من الأمم السالفة قرون وأمم لم يقصها على رسوله {لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ} عالم ما في السماوات والأرض {جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ} أي بالحجج {فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ} يعني أنهم عضوا أيديهم تغيضاً عليهم، والثاني: أنهم إذا قال لهم نبيهم أنا رسول الله إليكم أشاروا بأصابعهم إلى أفواههم بأن أسكت. والثالث: أن هذا مثل أريد به أنهم كفوا عن قبول الحق ولم يؤمنوا بالرسل كما يقال لمن أمسك عن الجواب رد يده في فيه.

  قوله تعالى: {قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ} أي خالقهما {يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ} أي يدعوكم إلى التوبة ليغفر لكم ما تقدمها من معصية ومن زائدة وتقديره: يغفر لكم ذنوبكم {وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} أي الموت.