سورة إبراهيم # مكية
  قوله تعالى: {وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ٤٣ وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ} معناه وأنذرهم اليوم الذي يأتيهم العذاب فيه يعني يوم القيامة وإنما خصه بيوم العذاب وإن كان يوم الثواب أيضاً لأن الكلام خرج مخرج التهديد للعاصي فلا تضمن ترغيباً للمطيع وهذه فيمن ظهر له الحق في الآخرة فأراد أن يستدرك ما فارط ذنوبه وليست الآخرة دار توبة فتقبل توبتهم كما ليست دار تكليف فيستأنف تكليفهم فأجابهم الله عن ذلك بقوله: {أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ ٤٤} يعني من انتقال عن الدنيا إلى الآخرة.
  قوله ø: {وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ} وعنى بالمكر الشرك والعتو والتجبر وهو فيمن تجبر في ملكه وصعد مع النسرين في الهواء وروينا هذا القول عن أمير المؤمنين علي # {وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ} أي عالم بما لا يخفى عليه ومكرهم محفوظ عنده يجازيهم عليه {وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ٤٦} فيه قراءتان أحدهما: بكسر اللام الأول وفتح الثانية معناهما وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال احتقاراً، والثاني: لتزول منه الجبال استعظاماً وفي الجبال قولان أحدهما: جبال الأرض، والثاني: الإسلام والقرآن لأنه لثبوته ورسوخه كالجبال.
  قوله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ} يعني تبدل بأرض غيرها بيضاء كالفضة لم تجر عليها خطيئة، وكذلك السماوات فتصير السماوات جناناً والبحار ناراً، وتبدل الأرض بغيرها وتكوير الشمس وانتثار الكواكب من التبديل {وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ٤٨}.
  قوله ø: {مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ ٤٩} فيه وجهان أحدهما أن