سورة إبراهيم # مكية
  الأصفاد الأغلال واحدها صفد ومنه قول حسان:
  من بين مأسور يشد صفاده ... صقر إذا لاقى الكريهة حامي
  والثاني أنها القيود، ومنه قول عمرو بن كلثوم:
  فآبوا بالنهاب مع السبايا ... وأبنا بالملوك مصفدينا
  أي مقيدين، وأما قول النابغة الذبياني:
  هذا الثناء فإن تسمع لقائله ... فما عرضت أبيت اللعن بالصفد
  والمراد به العطية والمجرمون المقرنون في الأصفاد هم الكفار يجمعون في الأصفاد كما يجمعوا في الدنيا على المعاصي {سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ} السرابيل القمص واحدها سربال، والقطران فيه قولان أحدهما أنه القطران تهنأ به الإبل وإنما جعلت سرابيلهم من قطران لإسراع النار إليها. والثاني: أنه النحاس الحامي لأن القطر النحاس ومنه: {ءَاتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا ٩٦}[الكهف]، والآني الحامي ومنه قوله: {وَبَيْنَ حَمِيمٍ ءَانٍ ٤٤}[الرحمن]، وهومكسور القاف منون الراء.
  قوله تعالى: {.. هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ} يعني بالقرآن {وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ} لما فيه من الدليل على توحيده {وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ٥٢} أي ذوي العقول.
  قال الإمام الناصر لدين الله #: