البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة إبراهيم # مكية

صفحة 420 - الجزء 1

  الأصفاد الأغلال واحدها صفد ومنه قول حسان:

  من بين مأسور يشد صفاده ... صقر إذا لاقى الكريهة حامي

  والثاني أنها القيود، ومنه قول عمرو بن كلثوم:

  فآبوا بالنهاب مع السبايا ... وأبنا بالملوك مصفدينا

  أي مقيدين، وأما قول النابغة الذبياني:

  هذا الثناء فإن تسمع لقائله ... فما عرضت أبيت اللعن بالصفد

  والمراد به العطية والمجرمون المقرنون في الأصفاد هم الكفار يجمعون في الأصفاد كما يجمعوا في الدنيا على المعاصي {سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ} السرابيل القمص واحدها سربال، والقطران فيه قولان أحدهما أنه القطران تهنأ به الإبل وإنما جعلت سرابيلهم من قطران لإسراع النار إليها. والثاني: أنه النحاس الحامي لأن القطر النحاس ومنه: {ءَاتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا ٩٦}⁣[الكهف]، والآني الحامي ومنه قوله: {وَبَيْنَ حَمِيمٍ ءَانٍ ٤٤}⁣[الرحمن]، وهومكسور القاف منون الراء.

  قوله تعالى: {.. هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ} يعني بالقرآن {وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ} لما فيه من الدليل على توحيده {وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ٥٢} أي ذوي العقول.

  قال الإمام الناصر لدين الله #: