البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الحجر مكية

صفحة 422 - الجزء 1

  قوله تعالى: {لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ ١٣} أي القرآن من عند الله ولا يصدقون بالعذاب {وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ ١٣} والسنة الطريقة ومنه قول عمرو بن أبي ربيعة:

  لها من الريم عيناه وسنته ... ونخوة السابق المحتال إذ صهلا

  وفيه وجهان أحدهما قد خلت سنة الأولين بالعذاب لمن أقام على تكذيب الرسل والثاني: لا يؤمنون برسلهم إذا عاندوا.

  قوله تعالى: {وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ ١٤} أي فظلت الملائكة فيه يعرجون وهم يرونهم {لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا} يعني سدت وغطيت قال الشاعر:

  طلعت شمس عليها معقر ... جعلت عين الحرون سكر

  قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا} والبروج هي منازل الشمس والقمر، ويجوز أن تكون البروج الاثني عشر برجاً وأصل البروج الظهور ومنه برجت المرأة إذا أظهرت نفسها {وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ ١٦} أي حسناها. {وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ ١٧} يعني في السماء وفي الرجيم قولان أحدهما: أنه الملعون والثاني: أنه المرجوم بقول أو فعل ومنه قول الأعشى:

  يظل رجيماً لريب المنون ... وللسهم في أهله والحزن

  قوله تعالى: {إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ} ومسترق السمع من مردة الجن وذلك أنهم كانوا يقولون إنا نسترق السمع وأخبار السماء من الملائكة