البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الحجر مكية

صفحة 430 - الجزء 1

  وليس دين الله بالمعضا

  يعني بالمفرق وقيل العضين جمع عضه وهو البهت يقال: عضهت الرجل أعضهه إذا بهته لأنهم بهتوا كتاب الله ø فيما رموه، قال الشاعر:

  إن العضيهة ليست فعل أخيار

  وقيل: إن العضين المستهزئين لأنه لما ذكر في القرآن البعوض والذباب والنمل والعنكبوت قال: أحدهم: أنا صاحب البعوض وقال الآخر أنا صاحب الذباب، وقال الآخر أنا صاحب النمل استهزاء منهم بالقرآن والعضه الشجر أيضاً والعاضهة الساحرة، وروينا عن النبي ÷ أنه قال: «لعن الله العاضهة والمستعضهة» يعني الساحرة والمسحورة.

  قوله تعالى: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ٩٢ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ٩٣} وإنما سؤالهم عن خلتين عما عبدوا وبماذا أجابوا الرسل لما دعوهم إلى الله تعالى.

  قوله تعالى: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} يعني فامض بما تؤمر وأعلن ما يوحى إليك حتى تبلغهم وتعرفهم الفرق بين الحق والباطل واشتقاقه من الصدع وهو الشق والناس في الصدوع وهذا من الكلام البليغ الفصيح.

  {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ٩٥} وهم خمسة الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل وأبو زمعة والأسود بن عبد يغوث والحارث بن حنظلة أهلكهم الله جميعاً قتلى يوم بدر لاستهزائهم برسوله.

  قوله تعالى: {.. وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ ٩٧}