البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة النحل

صفحة 433 - الجزء 1

  قصد الحق في الحكم بين عباده ومن خلقه جائر عن الحق في حكمه، وعلى الله أن يهدي إلى قصد السبيل ببيان سبيله ومنهم جائر عن سبيل الحق فلا يهتدي إليه.

  قوله تعالى: {... وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ} والمواخر التي تشق الماء عن يمين وشمال لأن المخر في كلام العرب الشق.

  قوله تعالى: {... وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ١٦} والعلامات معالم الطريق بالنهار وبالنجم هم يهتدون.

  قوله تعالى: {.. وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} يعني لا تحفظوها ولا يحيط شكركم بها.

  قوله تعالى: {... قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ} وهي هدم بنيانهم من قواعدها وهي الآساس وهو مثل ضربه الله لاستئصالهم ومعنى {فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ} يعني فخر أعالي بيوتهم وهم تحتها فلذلك قال: من فوقهم وإن كنا نعلم أن السقف عال إلا أنه لا يكون فوقهم إذا لم يكونوا تحته. والثاني: عنى به العذاب أتاهم من السماء التي هي فوقهم، وقيل: الآية نزلت في النمرود بن كنعان وقومه.

  قوله تعالى: {... الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} وهذه الآيةنزلت في قوم أسلموا بمكة ولم يهاجروا فأخرجهم قريش إلى بدر كرهاً فقتلوا فقال الله تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} يعني بقبض أرواحهم وظلمهم مقامهم بمكة وتركهم للهجرة {فَأَلْقَوُا السَّلَمَ} يعني الاستسلام لأمر قريش في خروجهم معهم {مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ} أي من كفر {بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ٢٨} يعني بأن