سورة النحل
  عليها.
  قوله تعالى: {... ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ} يعني بجهالة أنها سوء وسهو غالب مع العلم أنه سوء {ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا} لأن مجرد التوبة من السالف إذا لم يصلح عمله في المستأنف لا يستحق الحمد ولا يستوجب التوبة.
  قوله تعالى: {.. إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً} يعني إماماً يؤتم به ومعلماً للخير يهتدى بخير وسمي أمة لقيامه بأمر الأمة كلها {قَانِتًا لِلَّهِ} وهو الذي يدوم على العبادة لله والطاعة له مع الإخلاص {حَنِيفًا} يعني مستقيماً على طريق الحق ونهج الصدق.
  قوله ø: {وَءَاتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً} الحسنة النبوة والإمامة في ولده ولسان صدق وما نوه الله بذكره في الدنيا بطاعته.
  {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} واتباعه في التبري من الأوثان والأصنام والتزيين بالإيمان والإسلام إلا ما أمر بتركه من منسوخ.
  قوله تعالى: {... إِنَّماَ جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ} هم اليهود في اختلافهم في السبت أن بعضهم جعل للأحد حرمة للأيام لأن الله ø أكمل خلق الأشياء فيه وابتدأ خلق الأشياء فيه، وقيل: إنهم عدلوا عما أمروا به من تعظيم الحرمة تغليباً لحرمة السبت والأحد.
  قوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ} يعني إلى دين ربك وهو الإسلام {بِالْحِكْمَةِ} بالقرآن والعلم الذي تضمنه {وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} وهو الإبلاغ في الوعد والوعيد.
  قوله تعالى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} وهذه نزلت في كل مظلوم يقتص من ظالمه.