البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة بني إسرائيل

صفحة 459 - الجزء 1

  ويجوز شفاء في الفرائض لما فيه من البيان {وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ٨٢} وذلك لتكذيبهم به فلا يزدادون إلا خساراً.

  قوله تعالى: {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ} يعني إذا أنعمنا عليه بالصحة والغنى أعرض عن الطاعة وبعد من الخير وإن هديناه أعرض عن السماع وبعد من القول {وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا ٨٣} يعني آيساً من الفرج لعلمه بجحوده وتكذيبه والشر هو الفقر والسقم وقتل السيف {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} يعني على دينه وعادته.

  قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} ويجوز أن يكون السؤال عن روح الإنسان وسائر الحيوان وهي مشتقة من الريح وإنما سأله عنها قوم من اليهود وقيل إن في كتابهم فإن أجاب عن الروح فليس نبياً فقال الله تعالى: {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} فلم يجبهم عنها؛ فاحتمل ذلك أربعة أوجه:

  أحدها: تحقيق الشيء إن كان في كتابهم. والثاني: أنهم قصدوا اقتراح الآيات. والثالث: لأنه مما قد توصل إلى معرفته بالعقل دون السمع. والرابع: لكيلا يكون ذريعة إلى سؤاله ما لا يعني {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ٨٥} يعني إلا قليلاً في معلومات الله ø لأنكم لا تعلمون ما تدعون إليه من حاجتكم حالاً فحالاً.

  قوله تعالى: {... وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا ٩٠} التفجير تشقيق الأرض لينبع الماء منها، ومنه سمي الفجر لأنه ينشق عن عمود الصبح ومنه سمي الفجور لأنه شق الحق بالخروج إلى الفساد والينبوع الذي ينبع منها الماء ولما طلبوا عيوناً ينبع منه الماء ببلدهم.