سورة الكهف
  وكتاب مبين.
  قوله تعالى: {.. وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ} أي تقطعهم في ذات الشمال أي أنها تجوزهم منحرفة عنهم من قولك: قرضت الشيء بالمقراض أي قطعته وقيل معناه: تعطيهم اليسير من شعاعها ثم تأخذه بانقراضها مأخوذ من قرض الدرهم لأنهم كانوا في مكان موحش وقيل في ناحية متسعة.
  قوله ø: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ} والأيقاظ المنتبهون والرقود النيام وكانوا يتنفسون ولا يتكلمون {وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ} يعني نقلبهم ذات اليمين وهم نيام لئلا تعفر جنوبهم لكثرة ملاقاة الأرض {وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ} وهو الكلب الذي تبعهم والوصيد الفناء وقيل هو الباب وقيل: هو التراب والصعيد قال الشاعر:
  بأرض فضاء لا يسد وصيدها ... علي ومعروفي بها غير منكر
  {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا ١٨} يعني لما ألبسهم الله تعالى من الهيبة لئلا يصل إليهم أحد حتى يبلغ الكتاب أجله فيهم وقيل: لطول ما نبت من شعورهم وأظفارهم فكذلك يأخذهم الرعب منهم، وقيل: إن هذه المعجزة في نومهم كانت لنبي قيل إنه كان كبيرهم الذي اتبعوه وآمنوا به.
  {فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا} أي أحله وأطيبه {وَلْيَتَلَطَّفْ} في إخفاء أمركم وطلب الحلال مما اشتهوه.
  {إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ} بأيديهم استنكاراً لكم وبألسنتهم غيبة لكم وشتماً {أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ} يعني في كفرهم {وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا ٢٠} إن أعادوكم في ملتهم.