سورة الكهف
  إما أن تعذبهم بالقتل من معاصيهم ومقامهم على الشرك، وإما أن تتخذ فيهم حسناً بأن تعفو عنهم وتعلمهم الهدى وتستنقذهم من العمى، قيل: لم يؤمن منهم إلا رجل واحد.
  قوله تعالى: {... حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا ٩٠} يعني من دون الشمس ما يسترهم من جبال وأشجار وغيرها من الساترات والأبنية فإذا طلعت عليهم رجعوا إلى أسراب لهم فإذا زالت عنهم خرجوا لصيد ما يقتاتونه من وحش وسمك.
  قوله تعالى: {... حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السُّدَّيْنِ} بالضم، من فعل الله ø والسَّد بالفتح من فعل الآدميين قيل إنهما جبلان جعل الردم بينهما.
  {قَالُوا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ} وهما من ولد يافث بن نوح وقد ذكرنا اشتقاق أسمائهما فيما تقدم، وروينا عن رسول الله ÷ أنه قال: «لا يموت الواحد حتى يولد من صلبه ألف رجل».
  {فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا} وقرئ (خراجاً) والخراج الغلة والخرج الأجرة وقيل الخراج اسم لما يخرج من الأرض والخرج هو ما يخرج من المال.
  {قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ} يعني من الأجر الذي تبذلونه {فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ} يعني بآلة {أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا ٩٥} والردم الحجاب الشديد وقيل هو المتراكب بعضه على بعض.
  قوله تعالى: {ءَاتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ} يعني قطع الحديد وفلقه ومنه الزبور لاجتماع حروفه في الكتابة {حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ} والصدفان جبلان كل واحد منهما منعزل عن صاحبه كأنه قد صدف عنه ومعنى قوله: