البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الكهف

صفحة 478 - الجزء 1

  قوله تعالى: {... الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي} يحتمل وجهين أحدهما: أن الضلال كالغطاء لأعينهم عن تذكر الانتقام، والثاني: أنهم قد غفلوا عن الاعتبار {وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا ١٠١} اسثقالاً به.

  قوله تعالى: {إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا ١٠٢} يعني منزلا.

  قوله تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا ١٠٣} روينا عن أمير المؤمنين علي # أنه قال: إنهم القسيسون والرهبان، وقيل إنهم أصحاب الكتب. وروينا عن أمير المؤمنين # أنه قال: هم الخوارج.

  والآية عامة في كل من رفض الأئمة من آل الرسول $ الذين أمر الله ø باتباعهم وطاعتهم ولو تسلخ جبينه من طول العبادة لأن ذلك لا ينفعه مع رفضه لأولياء الله.

  قوله تعالى: {فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ١٠٥} يعني لهوانهم على الله ø لمعاصيهم التي ارتكبوها يصيرون محقورين لهم يعني لا قدر لهم.

  قوله تعالى: {.. كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا ١٠٧} قيل: الفردوس أعلى الجنة وأحسنها وأطيب موضع فيها، وهو الذي فيه الأعناب {خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا ١٠٨} أي متحولا.

  قوله تعالى: {.. فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ} يعني من كان يخاف لقاء ربه وفي لقائه وجهان أحدهما معناه لقاء ثوابه، والثاني معناه: من كان يرجو لقاء ربه إقراراً منه بالبعث والوقوف بين يديه {فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا} أي يتجنب المعاصي ويعمل الطاعات {وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ١١٠} والشرك الكفر وهو أن يعبد معه سواه، والإخلاص أن لا يريد بعمله أحداً