البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة طه مكية

صفحة 496 - الجزء 2

  لأنها كانت كثيرة.

  قوله تعالى: {فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ} قيل إن السامري قال لهم حين استبطأ القوم موسى إنما احتبس عليكم من أجل ما عندكم من الحلي فجمعوه ودفعوه إلى السامري فصاغ منه عجلاً جسداً ثم ألقى عليه قبضة قبضها من أثر الرسول يعني جبريل حين تقدمهم في البحر، والخوار: الصوت وذلك الصوت إنما كان من خروق عملها في العجل وكانت الريح تدخل فيه فيخور فيشتبه بالصوت، قال: {هَذَا إِلَهُكُمْ} يعني السامري قال بعد فراغه منه قال: {هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ ٨٨} يعني نسي السامري إسلامه وإيمانه.

  {... وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي ٩٦} أي حدثت لي وزينت لي {قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ} ومعنى ذلك أن موسى قال لبني إسرائيل لا تواكلوه ولا تخالطوه فكان لا يمس أحد ولا يمسه أحد قال الشاعر:

  يتم كرهط السامري وقوله ... ألا يريد السامري مساس

  {وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ} أي موعد في الإمهال إلى وقت العذاب أن تؤخر.

  قوله تعالى: {... وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا ١٠٢} يعني تشويهاً لخلقهم بزرقة عيونهم وسواد وجوههم {يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ} أي يتشاورون بينهم من قوله: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا}⁣[الإسراء: ١١٠]، أي لا تسرها {إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا ١٠٣} أي إن لبثتم في الدنيا إلا عشراً على التقليل لما شاهدوه من سرعة الجزاء والأهوال.

  {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ} أي يتخافتون به بينهم وقدر ما لبثوا {إِذْ