البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة طه مكية

صفحة 497 - الجزء 2

  يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً} أي أوفرهم عقلاً وأكبرهم وأمثلهم سداداً {إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا ١٠٤} لأنه كان عنده أقصر زماناً وأقل لبثاً.

  قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا ١٠٥} أي يجعلها كالرمل تنسفها الرياح وتذريها {فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا ١٠٦} والقاع الموضع المستوي الذي لا نبات فيه كأنه على صفة في استوائه.

  {لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا ١٠٧} والعوج الذي يكون له وادياً أو صدعاً أو ميلاً، والأمت يكون كالرابية والأكمة.

  قوله تعالى: {وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا ١٠٨} أي خضعت بالسكون والهمس الصوت الخفي.

  قوله تعالى: {... وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ} أي ذلت وخشعت والقيوم القائم بتدبير الخلق كلهم والقائم على كل نفس بما كسبت.

  قوله تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا ١١٢} بالانتقاص من حقه والبخس من حسناته.

  قوله تعالى: {لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا ١١٣} يعني شرفاً بإيمانهم.

  قوله تعالى: {وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْءَانِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ} أي لا تعجل بتلاوته من قبل أن يفرغ جبريل من إبلاغه، ويحتمل لا تلقه إلى الناس من قبل أن يجيئك تأويله وبيانه {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ١١٤} أي من علم ما أحتاج إليه لنفسي ولأمتي وزدني صبراً على طاعتك وجهاد أعدائك لأن الصبر يسهل بوفور العلم.

  قوله تعالى: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى ءَادَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ} أي فترك العهد