البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة طه مكية

صفحة 498 - الجزء 2

  للسهو والنسيان {وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ١١٥} أي حفظاً لما عهد إليه وتماماً وصبراً عليه.

  {.. فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى ١١٧} بأن تأكل من كسب يدك وقوله: فتشقى أي تشقى أنت وزوجتك ولم يقل فتشقيا لأمرين أحدهما: أنه المخاطب دونها، والثاني: أنه الكاد عليها والكاسب لها فكان بالشقاء أخص.

  قوله تعالى: {... فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ١٢٣} روينا عن أمير المؤمنين # أنه قال: ضمن الله لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة.

  {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا} أي إنفاق عليه ما لا يوفر عليه بالخلف في دار الدنيا وطعام الضريع والزقوم في الآخرة في جهنم والضنك في كلام العرب الضيق قال عنترة:

  إن المنية لو تمثل مثلت ... داده لو بضنك المنزل

  {وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ١٢٤} أي عن الحجة وجهات الخير.

  {... وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ} بأن جعل الجزاء يوم القيامة {لَكَانَ لِزَامًا} أي لكان عذاباً لازماً وفي الكلام تقديم وتأخير تقديره: ولولا كلمة سبقت من ربك وأجل مسمى لكان لزاماً.

  قوله تعالى: {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ} يعني من الأذى والافتراء وهذه منسوخة بآية السيف {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} قبل طلوع الشمس صلاة الفجر، وقبل غروبها صلاة العصر {وَمِنْ ءَانَاءِ اللَّيْلِ} أي من ساعاته واحدها آناء وهي كل صلاة صليت بالليل {وَأَطْرَافَ النَّهَارِ} صلاة الظهر لأنها آخر النصف الأول وأول