البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة طه مكية

صفحة 499 - الجزء 2

  النصف الثاني.

  قوله تعالى: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ} أشكالاً مأخوذ من المزاوجة {زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ} يعني فيما متعناهم به من هذه الزهرة والفتنة هنا بمعنى الاختبار {وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ١٣١} مما متعناهم به أي ثوابه وكرامته.

  وسبب نزولها ما روينا عن رسول الله ÷ أنه استسلف من يهودي طعاماً فأبى أن يسلفه إلا برهن فحزن رسول الله ÷ وقال: «إني لأمين في أهل السماء وفي أهل الأرض احمل درعي إليه» فنزلت هذه الآية.

  وروينا أنه # لما نزلت هذه الآية أمر مناديه فنادى من لم يتأدب بأدب الله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات.