البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الأنبياء

صفحة 501 - الجزء 2

  أحاديث طسم أو سراب بفدفد ... ترقرق للساري وأضغاث حالم

  قوله ø: {.. فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ٧} وهم العلماء من آل الرسول $.

  قوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ} أي وما جعلنا الأنبياء قبلك أجساداً لا يأكلون الطعام فنجعلك كذلك، وذلك لقولهم: ما هذا إلا بشر مثلكم. {وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ ٨} في دار الدنيا، والجسد ما لا يأكل ولا يشرب فما يأكل ويشرب يكون نفساً.

  قوله تعالى: {.. لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ١٠} أي شرفكم إن تمسكتم به وعملتم بما فيه.

  {.. فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا} أي عاينوا عذابنا {إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ ١٢} أي من القرية والركض هو الإسراع {لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ} قيل: ذلك لهم توبيخاً وأترفتم نُعّمتم والمترف المنعّم {لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ١٣} أي لعلكم تقتفون بالمسألة.

  قوله تعالى: {.. فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ} يعني ما تقدم ذكره من قولهم يا ويلنا إنا كنا ظالمين {حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ١٥} أي بالعذاب والحصيد قطع الاستئصال كحصاد الزرع والخمود كخمود النار إذا طفيت.

  قوله تعالى: {.. لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا} هو مما يتلهى به من النساء والأولاد وذلك بأنهم قالوا: مريم صاحبته وعيسى ولده وحقيقة اللهو هو أن يكون داعياً للهوى ونازعاً للشهوة كما قال الشاعر: