سورة الأنبياء
  وتلجينني في اللهو ألا أحبه ... وللهو داع دائب غير غافل
  {لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا} أي من عندنا أي من أهل السماء لا من أهل الأرض {إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ ١٧} أي ما كنا فاعلين.
  قوله تعالى: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ} أي بالحق المتبوع على الباطل المدفوع فيدمغه أي يهلكه كالمشجوج دماغه في أم رأسه لهلاكه {فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} أي ذاهب هالك.
  قوله تعالى: {لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ ١٩} أي لا يستنكفون ولا يعيون، ولا يستحسرون أي لا ينقطعون مأخوذ من الحسر وهو التغير والانقطاع بالإعياء كما قال الشاعر:
  بها حيث الحسرا فأما عظامها ... فبيض وأما جلدها فصليب
  قوله تعالى: {.. أَمِ اتَّخَذُوا ءَالِهَةً مِنَ الْأَرْضِ} أي مما خلق من الأرض {هُمْ يُنْشِرُونَ ٢١} أي يخلقون ويحيون بعد الموت ويقال: أنشر الله الموتى فنشورهم مأخوذ من النشر بعد الطي قال الأعشى:
  حتى يقول الناس مما رأوا ... يا عجباً للميت الناشر
  قوله تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا ءَالِهَةٌ} يعني في السماء والأرض {إِلَّا اللَّهُ} أي سوى الله {لَفَسَدَتَا} أي هلكتا والمقصود بهذا الكلام إبطال عبادة غيره عن أن يكون إلهاً لعجزه عن قدرة الله ø.
  قوله تعالى: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ٢٣} أي لا يسأل الخالق عن فعله في خلقه لأنه لا يفعل إلا العدل ويسأل الخلق عن أعمالهم وأفعالهم.