البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الأنبياء

صفحة 505 - الجزء 2

  صاحباً أي مجاراً، ويجوز أن يكون بمعنى ينصرون.

  قوله تعالى: {أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} أي بالسبي والقتل ونقصان أهلها وقلة بركتها.

  قوله تعالى: {... وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ} وهو البرهان الذي فرق بين حق موسى وباطل فرعون.

  قوله تعالى: {... وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ} والرشد النبوة ومن قبل أي من قبل نبوة موسى وهارون {وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ ٥١} أنه أهل لإيتاء الرشد والنبوة.

  {... فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا} بضم الجيم أي قطعاً مقطعة، وقرئ بكسر الجيم أي حطاماً من الجذّ وهو القطع.

  قوله ø: {... قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ ٦١} أي يشهدون عقابه ويسمعون حجته {قَالُوا ءَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَاإِبْرَاهِيمُ ٦٢ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ ٦٣} فجعل إضافة الفعل إليهم مشروطاً بنطقهم تنبيهاً لهم على فساد اعتقادهم وهذا السؤال من إبراهيم # خرج مخرج الخبر وليس بخبر ومعناه أن من اعتقد أن هذا إلهه لزمه سؤاله فلعله فعله أن يجيبه إن كان إلهاً وهذا منه إلزام لهم قاطع.

  قوله ø: {إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ ٦٣} أي يخبرون كما قال الأحوص:

  وما الشعر إلا خطبة من مؤلف ... لمنطق حق أو لمنطق باطل

  {فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ} أي رجع كل واحد منهم إلى نفسه متفكراً فيما