البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الأنبياء

صفحة 507 - الجزء 2

  لِلْعَالَمِينَ ٧١} أي أرض بيت المقدس، وفي بركتها وجوه منها: أن الله بعث أكثر الأنبياء منها. والثاني: كثرة خصبها ونباتها. والثالث: عذوبة مائها لأن الماء يهبط من السماء إلى الصخرة ثم يفترق إلى الأرض.

  قوله تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً} فيها وجهان أحدهما: أن النافلة الغنيمة ومنه قول لبيد:

  لله نافلة الأجل الأفضل

  وقيل: إنها الزيادة في العطاء لأن يعقوب هو النافلة لأنه دعا بالولد فزاده الله ولد الولد ويجوز أن يكونا جميعاً النافلة لأنهما زيادة على ما تقدم من النعمة عليه.

  قوله تعالى: {.. وَلُوطًا ءَاتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا} أي القضاء بالحق بين الخصوم، وعلماً أي فقهاً في الدين {وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ} والقرية هي سدوم، والخبائث التي كانوا يعملونها اللواط.

  {.. وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ} أي دعا على قومه من قبل إبراهيم {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ٧٦} أي الغرق بالطوفان {وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا} يعني نصرناه عليهم بإجابة دعائه وخلصناه منهم بسلامته دونهم.

  قوله تعالى: {وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ٧٨} والنفش: رعي الغنم بالليل، والهشم رعي النهار.

  {وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ٧٨} أما حكم داود فإنه قضى بالغنم لصاحب الحرث وأما حكم سليمان فإنه رأى أن تدفع الغنم إلى صاحب