البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الحج

صفحة 520 - الجزء 2

  {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ} وتقدير الكلام واجتنبوا الأوثان الرجس ورجسها عبادتها أي فاجتنبوا عبادة الأوثان فإنها من الرجس. {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ٣٠} أي الكذب وشهادة الزور وروينا عن رسول الله ÷ أنه قال: «عدلت شهادة الزور الشرك بالله مرتين ثم قرأ: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ٣٠}».

  {حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ} يعني مسلمين لله مستقيمين على دينه.

  قوله تعالى: {.. ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ} أي معالم دينه وقد ذكرنا تفسيره فيما تقدم {فَإِنَّهَا} أي تعظيم الشعائر {مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ٣٢} أي من إخلاص القلوب {لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ} الأجر، والأجل المسمى: يوم القيامة {ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ ٣٣} أي محل الحج والعمرة إلى البيت العتيق بالطواف به.

  قوله تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا} أي حججاً والمنسك هو الموضع المعتاد ومنه سميت مناسك الحج لاعتياد مواضعها.

  قوله تعالى: {وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ٣٤} هم المتواضعون المطيعون المخلصون.

  قوله تعالى: {.. وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} والبدن هي الإبل وسميت بدناً لأنها مبدنة بالسمن، وشعائر الله معالم دينه {لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ} أي أجر {فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ} يعني مصطفة وقرئ (صوافن) أي مصفوفة وهي أن يعقل إحدى يديها حتى تقف على ثلاث مأخوذ من صفون الخيل وهو وقوفها على ثلاث يقال: صفن الفرس إذا وقف على إحدى يديه حتى وقف على ثلاث ومنه قوله: {الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ٣١}⁣[ص]، قال الشاعر: