سورة الفرقان
  يَدَيْ رَحْمَتِهِ} يعني المطر لأنه رحمة من الله لخلقه {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا ٤٨} أي طاهر في نفسه مطهر لغيره.
  قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ} يعني قسمناه بينهم يعني المطر فلا يدوم على مكان فيهلك ولا ينقطع عن مكان فيهلك. والثاني: أنه يصرفه في كل عام من مكان إلى مكان.
  وروينا عن بعض السلف أنه قال: ليس عام بأمطر من عام ولكن الله يصرفه بين عباده {لِيَذَّكَّرُوا} أي ليذكروا النعمة بنزوله، والثاني ليذكروا النعمة بانقطاعه {فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا ٥٠} وهو قولهم مطرنا بنو كذا.
  وروينا في الخبر أن الناس مطروا على عهد رسول الله ÷ ذات ليلة فلما أصبح قال النبي ÷: «أصبح الناس فيها رجلين شاكر وكافر فأما الشاكر فيحمد الله على سقياه وأما الكافر فيقول مطرنا بِنَوٍّ كذا وكذا».
  قوله تعالى: {... وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ} وهو إرسال أحدهما في الآخر وأصلة من التخلية من قولهم: مرجت الشيء إذا خليته، ومرج الوالي الناس إذا تركهم وأمرجت الدابة إذا تركتها ترعى ومنه قول العجاج:
  رعى بها مرج ربيع ممرجا
  والبحران بحر العذب وبحر المالح {هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ} الفرات: العذب، والأجاج الملح وقيل إنه المر {وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا} والبرزخ هو كلما بين الشيئين {وَحِجْرًا مَحْجُورًا ٥٣} أي مانعاً أن يختلط العذب بالمالح قال قرب ذي سراق: