سورة الشعراء مكية كلها
  عليه أن يقتله ونهوه عن ذلك لما شاهدوا من فعله ما بهر عقولهم فخافوا الهلاك من قتله والإقدام عليه ومع ذلك فإن الله ø صرفهم عنه تثبيتاً لدينه وتأييداً لرسوله.
  قوله تعالى: {... إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ ٥٤} والشرذمة العصبة القليلة من عصب كثيرة، وشرذمة كل شيء بقيته القليلة وكان عد بني إسرائيل حين قال لهم فرعون: إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ ستمائة ألف وعشرين ألف مقاتل لا يعد ابن عشرين لصغره ولا ابن ستين لكبره وإنما استقل هذا العدد لكثرة ما كان معه، وروي أنه كان على مقدمته هامان في ألف ألف حصان وسبعمائة ألف.
  قوله تعالى: {وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ ٥٥} أي لخروجهم من رقهم وخلوصهم من إذلالهم واستخدامهم {وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حذرون} وقرئ {حَاذِرُونَ ٥٦} ومعناهما واحد قال الشاعر:
  وكنت عليه أحذر الموت وحده ... فلم يبق لي شيء عليه يحاذره
  وقيل: إن الحذر المطبوع على الحذر والحاذر الفاعل للحذر. {.. وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ٥٨} أي المنابر ومواضع الأئمة.
  قوله تعالى: {.. فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ ٦٠} أي حين أشرقت الأرض بالضياء، والسبب في تأخر فرعون وقومه عن موسى وبني إسرائيل حتى أشرقوا أن الله سبحانه أظلهم بظلام فخافوه فلما أصبحوا انقشع عنهم.
  {قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ٦١} أي ملحوقون لأنهم رأوا البحر أمامهم وفرعون وراءهم {قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ٦٢} أي سيرشدني إلى الطريق ويكفيني ما يهم من الأمور.
  وحكي أن موسى # لما خرج ببني إسرائيل من مصر أظلم